نشر في باب نات يوم 15 - 04 - 2025

أثارت والدة التلميذ عبد القادر الذهبي، أحد ضحايا حادثة سقوط سور معهد المزونة من ولاية سيدي بوزيد، موجة واسعة من التعاطف بعد تصريحاتها المؤثرة التي نقلت من خلالها معاناة عائلتها اليومية قبل الفاجعة وبعدها، في ظل غياب أبسط مقومات العيش الكريم.
وقالت الأم المكلومة، في كلمات مؤثرة، إن ابنها كان سندها الوحيد، وكانت تشتغل صباحاً في الفلاحة ومساءً في الحضيرة حتى توفّر له حاجيات الدراسة. وأشارت إلى أنها لم تتلقَّ أي معلومة رسمية عن مصيره إلا بعد ساعات من وقوع الحادث، رغم محاولاتها المتكررة في المستشفى الذي وصفته ب"المهمل والمهمّش".
"ولدي مات في لحظة، وما نعرفش علاش صار اللي صار... نحب نفهم وين المدير؟ وين المقتصد؟ وين الدولة؟"، تساءلت الأم بنبرة حزينة، وهي تُحمّل مسؤولية ما حدث إلى الإهمال المتراكم في البنية التحتية للمؤسسات التربوية.
وطالبت الأم المفجوعة بتحديد المسؤوليات ومحاسبة كل من تورّط في هذه الكارثة الإنسانية، مؤكدة أنها لن تتنازل عن حق ابنها وحق زملائه الضحايا، وأنها تعتزم اللجوء إلى القضاء وملاحقة المسؤولين عدلياً.
وفي سياق سردها المؤلم، لفتت إلى الظروف الاجتماعية الصعبة التي تعيشها العائلات في المنطقة، مشيرة إلى غياب الماء الصالح للشراب، والاضطرار إلى شرائه بثلاثين ديناراً في بلد يُفترض أن تكون فيه هذه الحاجات الأساسية مضمونة.
وتابعت قائلة: "نخدم في الحضيرة بربعمية ألف والسقوي بعشرة آلاف، باش نقرّي الذرية... وبعد هذا الكل، ولدي يموت تحت حيط متداعي ما صلحوهش من عشرين سنة!"
ورفضت الأم ما وصفته ب"العزاء الرسمي"، معتبرة أن الاعتذار لا يُعيد ابنها إلى الحياة، وأن ما تريده هو العدالة والكرامة لأبنائها ولأبناء المنطقة.
في ختام شهادتها، وجهت رسالة قوية إلى السلطات قالت فيها:
"ما طالبة شيء... طالبة حق ولدي وحق أولاد غيري... اليوم مات ولدي، وغدوة ينجم يموت ولد جيراني... وين الدولة؟"
هذه الشهادة الصادقة، القادمة من عمق الألم، أعادت إلى الواجهة الأسئلة الحارقة حول واقع البنية التحتية للمدارس العمومية، وظروف العيش الكارثية التي تواجهها آلاف العائلات في الجهات الداخلية، في ظل غياب الإصلاحات الجدية والمتابعة الميدانية.
iframe loading=lazy src="https://www.facebook.com/plugins/video.php?height=314&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fsevensharp%2Fvideos%2F1399351968179082%2F&show_text=false&width=560" class=divinside scrolling=no frameborder=0 allowfullscreen=true allow=autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen=true

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.