تشهد مواقع التواصل الاجتماعي، في الآونة الأخيرة، تداولًا متزايدًا لمقاطع فيديو توثق اعتداءات عنيفة وعمليات سرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، في مشاهد صادمة باتت تُثير حالة من القلق والاستياء في صفوف المواطنين، خصوصًا في ظل تكرار هذه الوقائع بمناطق مختلفة من المملكة، وتوثيقها بكاميرات المراقبة أو هواتف المارة.

كما أعاد فيديو الاعتداء على عامل نظافة بمدينة فاس، صباح الأحد الماضي، الجدل إلى الواجهة، بعدما أظهر المعتدي وهو يوجّه للضحية ضربتين، إحداهما أصابته في وجهه، ما استدعى نقله إلى قسم المستعجلات، وسط استنكار واسع لما بات يتعرض له المواطنون، خاصة من تضطرهم ظروف العمل إلى التواجد في أماكن خالية أو خلال ساعات الصباح الأولى.

وفي هذا السياق، وجّه النائب البرلماني محمد شوكي، رئيس فريق حزب التجمع الوطني للأحرار، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، دعا فيه إلى الكشف عن المقاربة التي تعتزم الوزارة اعتمادها للحد من هذا النوع من الجرائم، التي باتت تنتشر بشكل مثير للقلق في عدد من الأحياء والمناطق.

وأكد النائب في مراسلته أن تداول هذه الفيديوهات بشكل متكرر، يُؤثر سلبًا على الإحساس الجماعي بالأمن، خاصة في ظل ما توثقه من مشاهد السرقة والعنف تحت التهديد، داعيًا إلى بلورة استراتيجية شاملة تتجاوز التدخلات الأمنية الفورية، نحو مقاربة وقائية تعالج الأسباب العميقة التي قد تكون وراء تنامي هذا السلوك الإجرامي.

كما نوّه شوكي بتفاعل المصالح الأمنية السريع مع عدد من هذه الحالات، وتوقيف المشتبه فيهم فور تحديد هويتهم، إلا أنه شدد على ضرورة إشراك مختلف الفاعلين في التصدي للظاهرة، من خلال مقاربة متعددة الأبعاد تشمل الوقاية والتحسيس، إلى جانب تدخلات ميدانية ناجعة.

وختم البرلماني سؤاله بدعوة وزارة الداخلية إلى توضيح التدابير التي سيتم اتخاذها بشكل مستعجل من أجل طمأنة المواطنين، وتعزيز شعورهم بالأمان داخل الأحياء والمرافق العمومية، خصوصًا في ظل المؤشرات التي توحي بتكرار هذا النمط من الاعتداءات.