كشفت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي، ليل الثلاثاء، عن تنفيذ ما لا يقل عن 30 غارة أميركية استهدفت خمس محافظات يمنية خلال ساعات قليلة، في أوسع تصعيد جوي منذ بدء العمليات العسكرية الأميركية ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق التقارير الحوثية، توزعت الغارات على محافظات صعدة، عمران، الحديدة، البيضاء، وذمار، حيث طالت الضربات مناطق مدنية وأهدافًا استراتيجية على حد زعم الجماعة، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة.

صعدة والحديدة تتصدران قائمة القصف

بحسب المصدر نفسه، تعرضت محافظة صعدة، معقل الحوثيين، إلى 13 غارة جوية استهدفت مديريات آل سالم وكتاف وشرق المدينة. كما شهدت محافظة الحديدة، المطلة على البحر الأحمر، أكثر من 15 غارة مركزة على جزيرة كمران، إحدى النقاط الاستراتيجية في الملاحة البحرية.

وامتدت الضربات إلى مديرية حرف سفيان في عمران، ومديرية الزاهر في البيضاء، إضافة إلى مديرية ميفعة عنس في محافظة ذمار.
 

خسائر بشرية وإسقاط طائرة مسيرة

يأتي هذا التصعيد بعد أقل من 24 ساعة على إعلان الحوثيين مقتل سبعة أشخاص وإصابة 29 آخرين في ضربات أميركية سابقة قرب صنعاء. كما أعلنت الجماعة أنها أسقطت طائرة أميركية مسيّرة من طراز MQ-9 Reaper، وهي واحدة من الطائرات الهجومية المتطورة التي تعتمدها القوات الأميركية في عمليات المراقبة والاستهداف.

تصعيد متواصل وغموض أميركي

ورغم اتساع رقعة الغارات، لم تعلّق القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) على تفاصيل العمليات، مواصلةً سياستها بعدم الكشف عن الأهداف العسكرية التي يتم استهدافها، رغم إعلان البيت الأبيض أن أكثر من 200 ضربة نُفذت منذ منتصف مارس الماضي، حين بدأ التفويض الرسمي لواشنطن بشن عمليات عسكرية مباشرة ضد الحوثيين.

تقول الولايات المتحدة إن عملياتها العسكرية في اليمن تأتي ردًا على هجمات الحوثيين المتكررة على سفن الشحن الدولية، خاصة تلك المرتبطة بإسرائيل أو تمر عبر البحر الأحمر وباب المندب، أحد أهم الممرات البحرية العالمية.

لكن في المقابل، يرى مراقبون أن تصعيد العمليات الأميركية قد يجر المنطقة إلى مزيد من التوتر الإقليمي، خاصة مع توتر العلاقات مع إيران وارتباط الحوثيين بها سياسيًا وعسكريًا.